السبت، 16 نوفمبر 2013

أوراق الخريف

أظل طوال العام متجاهلا رحيلك عني دون إشارة أو كلمة وداع، كنت أريدك أن تتصل بي، أن تخبرني أنك ذاهب إلى هناك حيث الإقامة ممتدة والعودة مستحيلة، غير أنني كلما أقبل الخريف، وتساقطت أوراق الشجر في دوائر متقطعة تعلو وتهبط حتى تقع على الأرض لافظةً أنفاسها الأخيرة، تعاودني ذكرى العام الأخير، حين شارف جسدك على الذبول تمامًا كأنه يرفض أن تُكمل الحياة، أتذكر سفري في آخر زيارة للعائلة حيث تستيقظ أنت عند الفجر، وتتسلل إلى حجرتي على أطراف أصابعك لتتأكد أنني أحكمت الغطاء على كامل جسدي، ثم تخرج للصلاة بعد أن تغلق الباب. الآن أجلس وحيدًا في أقصى الدنيا والهواء شديد البرودة والثلوج توشك أن تنقض علينا، أسمع في كل ليلة طرقات يدك على النافذة، وأرى وجهك الذابل يحذرني من البرودة والنوم دون غطاء.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق