الخميس، 18 يوليو 2013

ذكريات

جالسًا كان في مقعده قُربَ النافذة
أسندَ ظهرَه إلى الكرسيِّ الوثير
تَحسَّس حقيبةَ يده الممتلئةَ بجوازِ السفر والأوراقِ اللازمةِ للرحيل
تَذَكَّر أمتعتَه المكتظةَ بالملابس والكتب حتى أوشكتْ على الانفجار
كاد رُكَّاب الطائرة أنْ يستقرُّوا في مقاعدهِم استعدادًا للإقلاع
نَظَرَ إلى باب الطائرة في انبهار حين قاموا بإغلاقه
لم يَلحظْ أَيٌّ من الراكِبين أو الطاقم
حقائبَ ضخمةً من الذكريات تَتَكَدَّسُ في كل مكان
مشاهدَ كثيرةً من الطفولة والصبا تقفز من النوافذ إلى الداخل
وحين علا أزيزُ الطائرة وعانقَتِ السحاب
كان سربٌ من الوجوه الأليفة يطيرُ بمحاذاةِ النافذة
ورأى عصا جده العتيقةَ وحمارَه العجوز
يَسبق الطائرةَ على غير عادته
بينما كانت يدُ جدته ذاتُ الجلدِ المنكمش والأصابعِ الواهنة
تسندُ رأسَه قليلا إلى الوراء بعد أن أوشكتْ على السقوط