الاثنين، 24 سبتمبر 2012

وحدة

         كان في الرابعة من عمره حين اتشحت أمه فجأة بالسواد، واحتضنته دامعة العينين. أخبرته بصوت متهدج وعبرات مكتومة أن جدته التي يحبها قد صعدت إلى السماء. غير أنه حين أتي المساء وافتقد سخونة أنفاسها على الوسادة الباردة تساقطت من عينه دمعتان، وأدرك أن جدته الآن تنام في قبرها وحيدة دون غطاءٍ كافٍ يقي قدميها الهزيلتين من الصقيع، ولن تتمكن بسبب مرضها من إضاءة مصباح القبر وتنَاوُلِ عشائِها كما كانت تفعل، ولن تستطيع النهوض حين تحتاج بعض الماء لابتلاع أقراصها المهدئة، وود لو أنه استطاع أن يجلس بجوارها في القبر، لعل برودة الجو تشفع له عندها فتحتضنه ولو لمرة واحدة ..... أخيرة.

هناك تعليقان (2):

  1. كم هي جميلة ومختصرة فكان تأثيرها أعمق...سلمت يداك يا مُعلم
    {باسم}

    ردحذف